موقف معين أثار لدي مشاعر القلق والخوف والاكتئاب فما السبيل للتخلص منها؟

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أنا فتاة عمري 32 سنة، عانيت في السابق من الاكتئاب والقلق والمخاوف ونوبات الهلع لعدة سنوات، وفي كل فترة تختلف أسباب معاناتي، فأحيانا تكون مخاوفي من الأمراض، وتارة أخرى أخشى النوم حتى لا أرى الأحلام المزعجة وتتحقق في الواقع، وأحيانا أخشى الموت.

ذهبت إلى طبيب نفسي قبل سنتين، وصرف لي باروكسات 20، وتحسنت حالتي أثناء تناوله وبعد تركه، استخدمته لمدة سنتين، وقبل تسعة أشهر أو أكثر تركته، خلال هذه الفترة لم أشعر بالقلق والخوف والاكتئاب، كنت سعيدة جدا لأنني تمكنت من ترك مضاد الاكتئاب، ورجعت إلى طبيعتي أسافر وأخرج للمناسبات الاجتماعية.

قبل ثلاثة أسابيع حدث موقف أمام عيني، سبب لي حالة من الخوف والقلق، علما أنه لا يخصني، ولكنني رأيته أمامي، وبعدها دخلت في حالة اكتئاب حادة، وعانيت من قلق وخوف شديد، وراودتني أفكار غريبة، أوشكت أن أصاب بالجنون منها، وكنت أريد الصراخ، وأشعر بالدوار في رأسي وكأنني لا أعيش في العالم، أخاف من كل شيء، ولا أريد رؤية أي أحد.

مشاعري لا يمكنني فهمها، ولا يمكنني شرحها لكم، مثال أفكر لو أنني رأيت فلانا سوف أشعر بالضيق وأخاف منه، حتى الأصوات أصبحت تصيبني بالقلق وإن كانت عادية، وأي موقف بسيط يسبب لي القلق والخوف وأشعر بمشاعر غريبة، ومشاعري حول رؤية الأشخاص وسماع الأصوات أصبحت تصيبني بالاكتئاب، فأنا لا أريد أن أكون هكذا، أبكي كل يوم ولا أعرف ما هو السبب.

كيف أتخلص من هذه المشاعر والأفكار؟ وهل هي عارضة بسبب الموقف الذي رأيته؟ أريد أن أعود كما كنت بالماضي إنسانة طبيعية وسعيدة.

أعاني من التهاب الأذن الداخلية، فهل لهذا الأمر علاقة بالخوف والقلق والتفكير المزعج؟ أم أن الموقف الذي رأيته سبب لي هذه المشاعر الغريبة؟ معاناتي بدأت منذ ثلاثة أسابيع.

شكرا لكم، واعتذر على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، الموقف الذي حدث لك قبل ثلاثة أسابيع له قيمة نفسية كبيرة، لأنه قد سبب لك إثارة أو استثارة لقلق وخوف وشيء من الوسوسه، وهنا نأخذ في الاعتبار أن شخصيتك أصلاً غالباً يكون تحمل سمات القلق والوسوسه والخوف، والذي حدث الآن هو تجديد أو إخراج لما هو كامن على مستوى العقل الباطني، وقد تجسد ذلك في نوبة الخوف والوسوسه التي تمرين بها الآن.

أنا أرى أن هذا الموضوع سوف ينتهي -إن شاء الله تعالى-، عليك بأن تكوني أكثر قوة وجلداً وثباتاً وأن تحقري فكرة الخوف، ولا تستعيدي ذكريات الموقف هذا الذي سبب لك هذه النوبة، والتي لا اعتبارها انتكاسة حقيقية إنما هي نوعاً من الهفوة النفسية، فتجاهل الحدث وتحقيره يعتبر وسيلة علاجية مهمة جداً، وعليك أن ترجعي لسيرتك الأولى، تفرحي بحياتك، وتتواصلي اجتماعياً، تنظمي وقتك، وتكونين إيجابية الأفكار والمشاعر دائماً.

أنا أؤكد لك -إن شاء الله تعالى- أن هذا الأمر أمر عارض وأسبابه واضحة وجلية، لا أعتقد أبداً أنك في حاجة للرجوع لعقار باروكسات، لكن لا مانع أن تستعملي علاج بسيط مضاد للقلق ولفترة قصيرة، هنالك دواء يسمى فلونكسول هذا هو اسمه التجاري واسمه العلمي فلوبنتكسول، يمكن أن تتناوليه بجرعة نصف مليجرام أي حبة واحدة صباح ومساء لمدة أسبوع ثم حبة صباحاً لمدة أسبوع آخر ثم تتوقفين عن تناوله، دواء بسيط جداً وسوف يساعدك في تعجيل -إن شاء الله-، والخروج من هذه الحالة العابرة.

وطبقي أيضاً بعض التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية فائدتها كبيرة جداً لراحة النفس والبال والجسد.

لا أعتقد أنه توجد علاقة قوية ما بين التهاب الأذن الداخلية وحالة الخوف هذه، إلا إذا كان هذا الالتهاب يسبب لك شيء من عدم التوازن أو الدوار في مثل هذه الحالة القلق سوف يزداد، وكذلك الخوف والوسوسه، وهذه أيضاً تنعكس سلباً وقد تزيد من الدوار وعدم التوازن، عموماً أنا متفائل -إن شاء الله تعالى- أن هذه الحالة عابرة وسوف تنتهي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.


تعليقات